إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 20 نوفمبر 2021

كركوك - كتابات غربة قنبر 12

 


1

مازلت في حضرة قلبك طفلة

أربط ظفائر شعري

ابتاع شرائط وردية

وأضع حذاءي الجديد

على ناصية سريري الحديد

أشم رائحة الازهار دون أن أقطفها

أشتاق للفقاعة الطائرة في الهواء

أطارد فراشات الربيع دون جدوى

وأحلم بعنقود ثغرك في غير موسمه

مازلت أحلم بمنجل كفك 

يحصد ظفائري الذهبية كسنابل

مازلت أتوق لحضن بيادر القطن

كغيوم التقت بخيالك

 وأنت مازلت تصر على معاملتي

كمن عبرت حدود النضج

ولا ترى الطفل الذي يلهو بايامي

وملامحي.

غربة قنبر


2

حِينَمَا رَمَيْت حَجَر ذكرياتي 

فِي نَهْرٍ النِّسْيَان 

تَلاَشَت دَوائِر الزَّمَن 

أمَام نَاظِرِي 

وَاحِدة تِلْوَ الأُخْرَى 

مَحَّا سِنِين الشَّجَن 

تَرَآءى لِي بَيَاضُ الشَّفَقِ 

مِثْل شَلّال دَفْق 

طَيْف مِنْ أَيَّامِ الصِّبَا 

لَاح فِي الْأُفُقِ 

لَمْلَم أَوْرَاق أشعاري 

صاغ مِنْ جَدِيلَةِ الْقَصِيدَة 

أَجْمَل إخْبَارِيٌّ 

فَجْأَة طَلٌّ وَجْهَك 

مِنْ بَيْنِ تِلْكَ الدَّوَائِرِ 

غُزًّى ملامحي وأفكاري 

وَهَزّ عَرْش الْقَمَر 

أَدْرَكْت حِينِهَا 

أَن وَجْهَك وَالْقَمَر تربعتا 

عَلَى قَلْبِي 

مُنْذ الصِّغَر 

كُلَّمَا تَأَمَّلْت تِلْكَ الدَّوَائِرِ 

زَادَنِي لَهْفَة لِأَيَّام الصِّبَا 

وجلدت ذَاتِيٌّ 

بِسَوْط النَّدَم 

عَلَى حِجْرِهِ 

حَرَّكَت كُلّ تِلْكَ السِّنِينَ 

فِي دَاخِلِ نَفْسِي الرَّاكِدَة 

وَقَلْبت الْمَوَازِين .  

غربة قنبر


3

أريد جدولة حروف أسمك 

من جديد

الفاء ليس فراقا

الواو تعني وصالا ووجدا 

وليس وحدة 

بل وردا تحمله يدك 

حين نلتقي

 والالف ليس آهّ وألما 

بل أشواقا تحتضنه عيناي

والدال أجعله

 دنوا لادمعا 

ولا دروبا مظلمة

 في طريق لقياك. 

غربة قنبر


4

(وداع )

ويستهويني فجأة

البكاء على ساعديك

لأذرف دمعا من دم

على يوم فراقك

عيناي حبلى كشجرة برتقال

بدموع كالسيل المنهار

على وجنتيك

ومازال السؤال

كيف تشرق الشمس دونك

محال محال

وشفاهك تربة خصبة

لأحلام الاطفال

في قطف زهور حمراء

وعبق بعطر الهال

سأذكر دروب العشق في كتب التاريخ

وأسطر أسطورة في الخيال

معك خارطة أزماني مرسومة

بعنبر ومسك 

بعدك كل الاماني

في حضرة غيابك وهم 

وضربة نرد

وحيرة وفوضى سؤال.

غربة قنبر

5

في عيناي سنا لقاءك 

عليك تدل

مزهوة بنيل لمحة منك

 لا خنوع فيها ولاذل

كفيك راحتي

 فيها استراحه

 وفيء روحي وظل

من مرفأ عينيك 

كلما أشتقت للجمال

 يبزغ فجر قامتك ويطل

هيهات لندوب قلبي

 أن تتعافى 

من دون ندى لمساتك والطل

غربة قنبر


6

لاتجبرني على نطق 

كلمات أعجمية حين أناديك

مساحة لغتي تستوعب جمالك

لا تدع أن أفتح باب القصيدة

على مصراعيها

فالشوارع الضيقة في اللغة

تفي بالتغزل بك

عندما أطبقت بأصبعي

 على آخر زر 

في قميص اللغة

نطق بأسمك 

وعزف أجمل لحن

سأرتدي الحلة الجديدة 

التي أشتريتها ليوم عيد تدوين قصيدتك

ولن أنتظر الأعياد المدونة على روزنامة الجدار

غربة قنبر

7

في ذكرى وفاة الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري  كتبت هذه القصيدة


خير وفير في حرفك 

كما في دجلة

والبساتين مزهوة 

باسقات مادامت تلامس يديك وتستمد منه وجده

ضمتك تراب الشام 

بعدما

تيمم بجسدك ونال وده

ثرى الرافدين 

مشتاق لك

بعدما كان مناه 

الدنو منك  ونبذ  بعده

أبو الفراتين  

هل على العراق 

كالنجم كالجواهر

 إن أستطعت 

 ‏وأنر علينا غده

 ‏ماعدت تنشر ضياءك حولنا

 ‏هل نجم أفل!!؟؟

 ‏ حينما غادرتها مجبرا

 ‏أم كان الفراق

 ‏ بعض عطاياه وجوده!!

 ‏فأحضن يدي في غربتي

 ‏لنساير تيار القدر

 ‏ إن لم نكن ضده

غربة قنبر


8

يحدني عبقك

 من كل الجهات

فلا تحاول أن تختبئ مني

أنا التي عشت في كنف الماضي كالأميرات

ألا كان الأجدر بك أن تحضر وترحمني؟

ثلاثة وعشرون عاما مضى وفات

دونك 

كنت كريشة في مهب الريح 

ولما لاح نجمك والثريات

ندمت على أعوام ما احتوتك وما أحتوتني

أن أكون جارة القمر أحلى الأمنيات

فكيف إن كانت وسادتي تضم

القمر بجنبي؟

وجهك المدفون

 بين طيات كتبي، 

أشمها كزهرة مجففة

 أحتفظت بها من أيام الصبى

 عند أول لقاء وبعدها توالى الشتات.

غربة قنبر

9

ليتني كنت أعلم !!!

قبل ذلك أيها المغروس

في لحم ذاكرتي

أن بعدك يؤلمني بهذا الكم

هل البرد أجتاحني؟؟

أم الدفء بقربك

يزيل عني لفحة النسيم والغم!!

ليتك تعلم..

كم الفراغ الذي أعيشه بدونك

 وكم؟؟

نال الهم مني

وحلفت بالقسم

أن أكون نديم الغربة

أواري تشظي فؤادي

وأنسى الالم

ليتك تعلم؟؟

في غيابك نسيت كل الحروف

و الكلم

وما أدونه ها هنا نزيف

أصغري عندما أخشى البوح

بما جاد بها قلبي والقلم

غربة قنبر 


10

أتيتك بيروت مغردا 

أحمل وجع السنين والنواح 

أشتاق لنسمة من جبالك 

لزهرة لقداح

أتوسد نجمة أفلت 

من السحر من الصباح 

وأنام قريرة العين

 بهدوءك بلياليك الملاح

 من مزق ثوبك الزمردي؟؟

 من أباح النزيف والجراح

 أكتحلي بجراجك

 أيتها الحسناء

 فالموت رخيص عندنا

 من غير سلاح.

غربة قنبر


11

عكس اتجاه الريح

دائما أسير

أساير أسراب الطيور المهاجرة

وهذه اللوحة

 بالأبيض والأسود

التي رسمتها السنونو

تشبه قلبي المصاب

أعاود السباحة ضد تيار الماء

مسافرة إلى مدن 

ربما كانت هنا 

تحتضن الأرض والسماء

أدفن خيباتي

 وأحولها خبزا

يشبه لغة الشعراء

 في الطعم والنكهة

أصابعي العشرة تارة أجعلها شمعا

وتارة أخرى أسماكا تسبح

في أبجدية اللغة 

تكتظ الصفحة بحروفي

مثل أزقة يسكنها الفقراء

وتملأ صرختي أروقة الفضاء

 إلى أوطانهم عاد الغرباء

حينما تغنيت بالوطن

وأستراح المقاتل

 على دكة الظل 

من قسوة النزف

غبار المآسي

 يلازم منضدتي ودواتي 

حينما أسطر حرفا عن البسطاء

يانزيف القلم الماطر

يا أقبية أضرحة الانبياء

تعالى صوتي

وأمتلأت الأجواء

أسمع نداء البسطاء

سأخط بحرف مداد أخضر 

جرح فمي

وأكبر في صلواتي

 على روح القصيدة

غربة قنبر


12

قطع اللعبة الملونة

أحاول تركيبه من جديد

في العام المنصرم 

كان لطفل يحمل بندقية

لكنه يحلم بالعيد

عربة تجر أذيال الخيبة

تحمل أماني غد لا تشوبه شائبة

ناصع كبياض الثلج

غزالتان على رأسهما سياط الأذى 

وحفنة آمال 

غدت في قبضتي الطفل الصغيرتين

 مثل قطعة حلوى

أنسابت بين أنامله من بعيد

العام القادم 

أحاول أن أعاود تشكيل قطع اللعب من جديد 

أصنع منه كرسي هزاز

لطفل أرقه النوم

باحثا عن عطر أمه

في شاطيء الهجرة

وكرسي متحرك

لآخر بتر ساقه في حرب القوم

ترى على من ألقي اللوم؟؟

وهل كان خياري منذ البداية

أن أنهي اللعبة!!؟؟

مادام تشكيل اللعبة كان بيدي

دون إنتظار عام جديد

غربة قنبر


13

أمس حين ألتقت أنفاسنا

عبر ضوء القمر

كان البرد شديدا 

والرياح زمهرير ومطر 

كان الطقس باردا لا ريب فيه 

لكن قلبي لسعه الحر 

وجودك في داخلي

 كالنسب الثابتة 

لايتاثر بها القسمة 

وحروف الجر.

غربة قنبر


14

تبا لهم

هل كان لا بد من حبسك؟؟

هل بمقدورهم من وأد الحرف؟؟ ابجديتك الفارعة القوام

 تأبى الاستسلام 

لأقزام النفقه حرية الكلام

من علم الطير حلو الأنغام ؟؟

أليس الام من يعلمه اللغة؟

النسغ الصافي الصاعد من منهلك

 كاف كي تروي عطاشى الحرف

 تدون ابجدية على جدران زنزانتك المعطرة بالنرجس

يداك مكبلة بسياط القساة

والحرف ينهمر من شفة الورد بلا قيد ولا دنس

طوبى لك ايتها الشقية

كيف جعلت من الوردة اجمل قضية

تلاميذك بلهفة ينتظرون عودتك

عودي إليهم ايتها الأبية

من أراد السوء بك؟؟

من أراد تكميم الافواه؟؟

فالحرف في شفاهك يغرد بكل حرية

غربة قنبر


15

هذا الصباح 

من يروض 

روحي الهائج كبحر 

يرمي زبده 

على شاطىء قلبك؟؟

من ينتشل

 بقايا جسدي العالق

بأطواق نجاة كفك!!؟؟

سأتبع نهج زهرة

أمنح الشذى والعطر 

رغم أنفك

كالأشهر الحرم

أوقف نزيف الدمع

 عن عين قلمك

جئت من اقصى القصيدة

عيناك قافيتي 

ترمقني بنظرة عطف

 الواو منك خجل

والعين يسترق منك الكحل

جليد الحزن 

في دربها إلى الذوبان 

ولايصهر قلبي الحديد 

إلا نظرة منك..

غربة قنبر


16

بعدما سرقوا وطني

وخبزي والزاد

تناوب الجناة

في إنتشالي من المستنقع الراكد

قذفوا بي من فوق الأسلاك الشائكة

جسدي الخض ما عاد يحتمل

ففي كل بقعة شظية

ماعاد يجدي العتاب

وإلقاء اللوم

على كبير القوم

مادام باع القضية

وقبض الثمن

 على من ألقي نظرة عطف

وأبتاع الكفن ممن؟؟

فالزناة احرار

ويداي تقذف فلذة كبدي

خارج أسوار الوطن

غربة قنبر

17

تعال كي أوقع معك هدنة

طرفاه أنت

بنوده أنت 

وأنسحابي الى حدود 

قبل معرفتي بك 

من أقسى بنود الهدنة

غربة قنبر


18

ماهمني أنقطاع 

خطوط الاتصال بك

قلبي يبعث لك دوما خلجاته

 عبر الاثير

فحينا يحمله المطر

وفي سكون الليل يواصل المسير

رسائل الحب المزينة 

بقلوب من ورق وورد وعبير

لم تفقد عطرها 

بل كانت أسمى 

وإن أعتذرت عن التأخير

على ربى صمتك

كالطفل الملهوف

 إلى حضن أمه

 ‏ إليك حافيا أعاود المسير

غربة قنبر


19

موجة البرد هذه!!!

كنت أعلم

 أنها تأخذ قلبك مني

طلبت مني أن أشتري لك 

كنزة صوف

 لو عرجت على متاجر الشتاء

 ‏هل كنت تعلمين؟

 ‏ أن البرد لقلبك أذية!!

طلبت مني شايا

وكم أدفيتني بعباءتك السوداء 

حين السفر الى بيت خالي

 في قطار المساء 

كلما لفحني البرد القارس في ذاك الشتاء

أمااااه

كنت أعلم أنها كانت زيارتك الأخيرة

فلم أوصلك إلى الباب

فانا لا أطيق لحظات الوداع

ولا أطيق سكب الماء على الطرقات

سأزرع كل الطرقات بالنعناع

وأسور حدائق عينيك الخضراء برياحين قلبي الغض

وأسقيك النبض لتعودي لي 

بقامتك المستقيمة كعود خيزران

أين أخبأ مكحلتك الاثرية؟؟

وكيف أواري وشم يديك التراب؟؟

أماااه أمااااه

ملابسك مازال يفوح منها عطر الحناء

فأي عطر بعد عطرك به أحتفي!!

والقرنفل تعاتب شفتيك الوردية

كيف تنافسها ؟؟

في العطر المنبعث من أنفاسك الشذية

أمااااه

من أنادي من بعد رحيلك ؟؟

أيتها القديسة

أيتها النبية

غربة قنبر


20

عند السفر 

كنت معي

ولكنهم لم يروا صورتك

مرة خبئتك في حقيبة يدي

فأنتبه الرجل الواقف على أجهزة السونار

وأعادني إلى المرور ثانية ليعيد الاختبار

ومرة خبأتك في حقيبة السفر مع ملابسي 

وقلم الكحل

وحين مروري في المطار 

تنبأت أجهزة الرادار

 وأرسلت إشارة إلى كل المقصورات

بوجودك

وأخبروا أجهزة السونار 

كيف فلت منكم هذا المختبىء

فأعادوا تفتيشي مرة أخرى

عثروا عليك معتليا عرش قلبي 

بلا منازع

وبكل أفتخار

فأعادوني وأياك لاني أملك تذكرة سفر واحدة

وحجزت مقعدا واحدا

وأحالوني لإجراء مقطع طولي لقلبي

وتصوير أشعة سينية

كي يمنعوك من السفر معي

لكنهم صرفو النظر عن الموضوع

حينما علموا أنك كالمتلازمة 

تبقى معي 

تعاني معي 

تنام حين انام

تضحك حينما أضحك

تمنح لقلبي السلام

غربة قنبر


21

كلما أقترفت خطأ

الكتابة 

أزدان جمالا

وأتأنق

ترتدي كلماتي 

ثوب الوقار

تتلثم بأبجدية الخمار

تخلو من الشوائب

 بوحي لك 

والحكمة تتوج أسوار حرفي

بهندام يليق بعلو شأنك

 إن التقيت بك

ويح قلبي

أفقد أبجديتي 

أسخر ملك الجان

وأجعله طوع الشعر

كي أرضي غرور قافيتي

أرتدي ثوب الكرنفال 

إن كتبت شعرا عنك

غربة قنبر 

22

تحط رحالها

في مدن قلبك النائية

ولا تشعر بغربة الروح

منذ أن عرفتك

فؤادي

صواع روحي تاهت مرات

فوجدته في رحالك

ولم أتهمك بالسرقة

ففي عرفنا سراق القلب عبيد ودخلاء

فلذة كبدي الضائع

يبحث عن حضن آمن 

فلا يهدئ له بال

ما لم تلقي عليه قميص حضورك

غربة قنبر

23

هل تقرأ مابين السطور؟؟

فيها دموع ومطر وأشتياق

يتجلى مع كل صباح

مع كل طلوع شمس 

مفرداتي عسيرة

لا تذوب في حلق اللغة كالسكر

تحفر في طريقها ندبا

وجروح ذو سيرة

يكتبها العظماء

على أبواب التاريخ

لايهزها الريح

تحوم حولك كالخيال

سألقم تنهداتي وآهاتي

 لحاوية الاحزان

وأعتلي منابر السعادة

لو جعلت كفك غرسا في يدي

كوردة يانعة تنعم بأمان

غربة قنبر


24

حذرتك من قبل

إياك وجنوني

وفوضى تأملاتي

في داخلي حمم بركانية

تعادل فوران نبضك

وتدفق الشجاعة

والغيرة فيك

إياك وعشقي

نظرة اللامبالاة

والنظر إلى ساعتك الواقفة

والمتربصة بمقصلة الوقت 

لا يثيرني

ألا تشتاق؟

حين يزداد منسوب دمعي

ولحظات إحتضار إبتساماتي

 المقطوعة الأوصال.

ألا تشتاق 

حينما يحظر أسمي

 على شاشة هاتفك

 ‏ كتمثال

ألا تشتاق حينما لاح كفي

 كرغيف خبز في جوعك 

 ‏القتال.

غربة قنبر


25

لا تخبر أحدا بأني

من عطر أنفاسك شهيقي

 وندى فجري

لا تخبر أحدا أنني كلما جعت اكتفيت بقمح عينيك 

لاتخبرهم إن سألوك

 كيف أستطالت قامتك 

فقد تسلقت كاللبلاب قدك 

لا تحدث أحدا 

عن بحور الشهد في شفتيك

وكنز قارون الذي أكتشفته

 دون تنقيب في غور صدرك

ولا زال البحث جاريا

ما دمت معي 

إن تسعد القلب

أو تعذب 

فقلبك بحر 

 ومنجم عشق ليس ينضب

غربة قنبر

26

كم تلهمني حروفك !!

أنا الطفلة العنيدة 

التي لاتريد أن تعترف 

بأنها هي التي كسرت

 آنية الزهور الثمينة

 التي أحتوت يوما ما

 أجمل زهور

 جمعناها سوية 

من حديقة كتاباتك 

حروفك وطني 

كلماتك تنسيني غربتي 

تجعلني مواطن

 من الدرجة الاولى

 في عرش كتبك.

ياعطر الخزامى 

المزروع في جسدي.

كم تمنيت البكاء

 على أعتاب صومعتك

 يوم تركتني في الفلاة 

بدون ماوى وبدون دثار .

وأنا أعلم بمدى ضعفك 

وشرودك من دوني 

لكنك فضلت الصمت

 على الثرثرة 

كي تشبع غرورك.

غربة قنبر

27

تمتم همسك 

عبر أثير أيامي

فأنا أعشق السكوت

إن كان عتابا

فالعتاب في حضرة جمالك

سجود

تمتم كلماتك

ففي أذني لها 

وقع سمفونية 

وعزف عود

تمتم بوحك

كالرعد والبرق

كي تمطر ذهبا

 في سماء الوجود

تمتم بصخب 

وزمجر 

إياك أن تقطع خلوتي 

وتبعثر أوراقي ودواتي

 ومكحلة الشعر 

كل يوم كفي تلد

حروفا جديدة 

في أبجدية بعيدة

لا يفك معناه 

إلا تمتماتك مابين الأسطر.

غربة قنبر


28

عتمة الدرب تنزاح كالستائر

حينما يأتي قادما

من مدن الشروق

بلا مظلات

 وحزمة الضوء

كمفرق الشيب

غير قابل للاخفاء

ينافس الضياء

ما أقساك حينما تعاملني كطفلة

 تهدم بنائي الجميل

وتريد أن أعيد ترتيب مكعبات

المشاعر!!!

غربة قنبر

29

حينما كانت أمي

 تذر القمح للريح

كي تنزع القشور العالقة بها

كنت أطارد حينها الهندباء 

التي جلبتها الريح لي 

فأحبسها داخل يدي

وأخفيها في حفرة 

كي أجلب واحدة أخرى

فأخسر الاثنين

أيتها الريح

على غفلة مني تمر

تجرف معك الحلو والمر

هبي لي من لدنك لقاءا

تمنحني قمحا

وهندباءا

وعطر أمي

غربة قنبر


30

أعلن إنهزامي

منذ الوهلة الأولى

بانك كنت الأقوى

حين سطوت على كنوز الشوق

في صندوق المهجةوما أحتوى

أعلن انهزامي

حينما خانني

قلبي

وعن عقلي تخلى

ودنا من أنفاسك وتدلى

كنت على مقربة من نبضك 

بل أدنى

أعلن أستسلامي

وأرفع الراية البيضاء

رغم قلاعي وحصوني 

وبكل فخر أقلد النياشين

لكل المنهزمين

على قارعة الحب

أعلن أستسلامي

بأني ومازلت على قيد عشقك

وحتى من نفسك لنفسك أوفى

غربة قنبر

31

عليك أن ترتب

 أيامك الفوضوية معي

تهديني رذاذ البنفسج

وتحكي للزوابع 

عن خصلات شعري

 المتناثرة على الاسيج

توصف للاطفال

 لقاءنا الاول 

 تحت المطر وكأنه حلم سرمدي

سأهديك 

شهادة فخرية بالوفاء مدجج

والاضراب عن طيشي الابدي لتناول حبات

 منع أنجاب سلالة نادرة 

من الفرح وخيل بلا سرج 

يرفع قائمتيه 

ممنوع الصهيل في بلادي.

غربة قنبر

32

برحيلك خسرنا كنوز وطني

 وآبار الحرف كفت عن العطاء

برحيلك ستبكي مقلتينا

وتنزل دما من الأحداق

أيها الطاهر والنقي

مثل يوم لم يولد بعد

كشمس تنتظر الاشراق

 بحروفك أكرمتنا منحتنا مرتبة النبلاء

حروفك مازالت تروي مسامعنا

تميل مع السنابل تنحني وتفتح كفيها للدعاء

تبا للأقدار كيف نال منك

كيف يسطو الموت على أرواح الشعراء

بالامس فقدت نصف وطني حين فقد أمي

ونصفه الآخر برحيلك 

غدت صحراء

ياخنجرا مغروسا بخاصرة الحزن

كيف الغربة تكفن الغرباء؟؟

أما كان حريا بنا أن ننصب لك تمثالا من ذهب

على ضفاف دجلة

أو على ربى كربلاء؟؟

هنيئا لأرض أحتظنتك في المنفى

ومرحى لتراب تتعطر بجسدك الغراء

غربة قنبر 

٢٠٢٢/٥/٢٢

33

بماذا تفكر؟!

وددت أن يسأله كل أبن

حينما تنظر إليه الام

وهي على فراش المرض

بماذا تفكر؟؟

وددت أن تقوله لي عندما 

تضع يدك على أعمق جرح بي

تقوله الام حينما تلبس ابنتها الوحيدة فستان الزفاف

بماذا تفكر؟؟

أردت هذا السؤال حاضرا

حينما وقفت أمام تابوت أبي الصامت

بماذا تفكر؟؟

أسأل نفسي كلما أراجعها 

من أول يوم ولدت

 ماذا كان أنجازي في الحياة؟؟

 ‏بماذا تفكر ؟؟

 ‏سألتها لنفسي عندما أدخل راسي في جهاز الرنين المغناطيسي الذي كان يشبه القبر

هذا المحتوى غير موجود

أردت رؤية هذا الجواب عندالفراق

حينما اختلفت معك عن أسم مولودي البكر 

حينها وكأنك عبثت بخانة الاعدادات

في قلبي المسكين !!!!

غربة قنبر


34

بعثر أوراقي وأكسر دواة حبري

فتش في كل زاوية

من قلبي

أعد ترتيب فوضى منضدتي ومكتبي

فتش في كل زاوية

في جيوبي

في حدقة عيني

في علبة زينتي

في قلم كحلي

عاقبني بالجفاء

عاتبني وأدعو عليا أن يجتاحني البلاء

حاسبني إن عثرت يوما

على شيء يحمل غير عطرك في داخلي

أو حروفا غير حروف أسمك 

في أبجدية لغتي

أو نارا غير 

نار الشوق المخزون

 في موقد أعدت للشتاء

غربة قنبر


35

في ذروة التحليق

 جيئة وذهابا

أنقطع حبل أرجوحتي

تارة ينتابني الضحك

 وتارة أخرى أريد أن أستقيم 

 ‏دون أن يراني احد

غربة قنبر

36

حلم

حلمت أمس

بأيام مرصعة بك

تخرج من نخر الزمن

الموبوءة بالحزن

كالمنخل الذي يصفي 

أيامي

يداك تستوطن كتفاي كملاك خير

تشهد على لقاءنا الاول

عناقيد من القهقهات

تعلو عرش فمي

تسخر من حزني 

ويدك الرابض على كتفي

جيش قادم من عهد ولى

يسترجع ايام مجده

حينما كان صبيا

ولم أستفق من الحلم

إلا حينما لمست يدك

وكان حنونا مثل يد أبي. 

غربة قنبر

37

الطاحونة

في قرية جدي 

طاحونة وحيدة

تعمل بالماء

رابية تحمل اسم الطاحونة

وتحمل في أحشائها آثار أجدادي

تتوافد عليها الناس

كأسراب النمل

طاحونتنا الوحيدة 

ما طحنت غير خبز الفقراء

طوابير الفقراء المتلهفين للخبز

يقضون ليلة أو ليلتين

في الطاحونة

كي يطحنوا الأماني

على صوت هدير الماء

وطيور القطا

فزعة خائفة على صغارها

من آثار أقدام البسطاء

وصرير الطاحونة كأنه سمفونية

كتبتها أذن صماء

تردد تلك النغمة كالببغاء 

و يأتي دورهم 

و كلما عملت شيئا أغضب أبي

كان ينهرني 

ويقول يا ليتني كنت

 ليتها في الطاحونة.

غربة قنبر ٢٠٢٢/٧/١٨

38

آه يا دعاء لو تعلمين!!!

كيف ترك عباس يدك 

وسافر محملا بأجنحة الملائكة

إلى فردوس كنت به تحلمين

جنائن زاخو حلم بك

وشلال غضب بوابل من النار

رمتكما قبل الماء التي كنت تنتظرين

وغد سكب حقده اللعين

على عصفورين كان كل حلمهما بناء عش متين

على شجرة مترنحة متهادية في وطن لا قرار له 

خمسة أيام من العسل نفذت

والحية الصفراء بسم لسعتها تمكنت مني قبل حين 

لاتخبروا دعاء بما أصابني

أنا في جنات النعيم

لا تتركوا يدها وحيدة 

فهي بدوني تائهة ولايسطع لها جبين

قومي من تحت الركام حبيبتي 

وواصلي المسير 

مسير الحزن في بلدنا طويل

والفرحة تنتهي عند الساعة التسعين

غربة قنبر

٢٠٢٢/٧/٢٠

القصيدة مهداة الى العريس عباس علاء العوادي الذي استشهد في دهوك بقنابل القوات التركية أثناء قضاءهما إجازة شهر العسل مع زوجته دعاء بعد خمسة أيام من زواجهم.

39

أنصت كل صباح

إلى دوي ضجيج غربتي

معاتبا"خيوط الفجر

المتسلل من نافذة حجرتي

إلى أركان قلبي

أتعافى حينما يعانقني الشوق

إلى كهوف العزلة

ونبش ذكريات الطفولة

أرغم نفسي على تعاطي الصبر

على حلم مع خيوط ضوء أندثر

حاك قميصا أستعاد لي البصر

أدمن ليل الغربة

بقنطار صبر

أغدو كأيوب النبي

ينزف جرحي الندي

أصرخ أين الحق؟؟

كالحلاج

وأبن المقفع

بقطع أوصالي أزداد صبرا

ولن أجزع.

غربة قنبر

40

لقاءنا الآتي 

كان من المزمع أن يكون الخميس المقبل

حيث إنهاء فروضي المدرسي

كان عدم حضورك 

أول الخيبات

بعدها تكالبت علينا الكوارث

من أنقطاع الكهرباء 

وتقرح الاماني

لم تأت انت

درب طويل مشيته

لم أبال بعلامات الطريق

ولا العلامات الفارقة

 المسجلة في بطاقتي الشخصية

 ‏كانت تشكل لي أي أحراج

أكملت دراستي الجامعية

والفرض المدرسي 

مازلت أمارسه

وتحصيل الامنيات 

وصورتك تزهر في كل المواسم

في دفتر الرسم 

وتلك الزهرة اليابسة 

كادت أن تخرج من طي سجن الكتاب

لتنطق أني مازلت في إنتظارك

غربة قنبر

41

ليتها كانت كذبة بيضاء

فراقنا 

انقطاع أخبارك

وقفت لنا بالمرصاد

على قلب وساق

هل كنت أنا السبب؟!!!

أم قاف العناق

كحرف القلقلة

لازمت حنجرتي

 شئت أنت 

وانا

أبيت الفراق!!!

كالتأتأة والفأفأة كررت اللقاء

رضيت بالنزر اليسير من العناق

فارتطم شوقي 

بتنهيد الصد

جمري المتقد

وكومة رماد

ورثتها منك

ليتني علمت حينها 

بأنك في الحب 

لاتتقن مخارج الالفاظ

غربة قنبر

42

متأمل خلف زجاجة النافذة

أسراب الفراشات الهائمة

 في الجو

يطارد خيالاته

 يتوق لعرش البنفسج

 وهمهمات الياسمين

يصوغ قلادة من النعناع

 لجيد آنية الزمن

يبعثر همه

 على الفارين من دقائق الساعة

يتوسل إلى البنفسج

أن يهب شيء من دلاله لحبيبته         

المسجونة في زنزانة الغرور

ويتجاوز أسوار الرياحين المنيعة

ويحلق مع قبرات الصيف

في زرقة السماء الصافية

فيصطدم برفرفة جناحيه

الشمعيتين 

بزجاجة النافذة

غربة قنبر

43

(عزلة)

ملتحفة شرنقتي كزاهد

أقتات على صبري والتفكير

جمجمتي لا تستوعب أكثر

أتقلب مثل ورقات كتاب

 يداعبها الريح

لا أستقر على رأي واحد

كعالم من الإجرام السماوية

زاخرة بالتباعد

خيالي لا مريء

إلا لمن يغوص في أعماقي

كالبحر او كناسك عابد

لايعلم أحد مابيني

وما بين ربي حين التساجد

أطوف طواف الحنين للوطن

حول قامتك إن فاجئتني 

في عزلتي وفي غربة الروح والتواجد.

غربة قنبر


44

صورة مرتعشة 

من خلف المنظار

يترآى لي من بعيد

بيتنا الذي بنينا كل طوب منه 

بحسرة وآه

بصيص الامل الوحيد

ينبلج فجأة 

يخيم الثبات والضياء

على أطلال البيت العتيق

أسوار متهالكة 

حب لاينطق

مبتور اللسان

جدران البيت الناطقة بالوفاء

تطلب من الدهر الغفران

تعاود الكرة

تصرخ

كفى ضعفا 

كفى هوان

ليس بمقدوري إلا  أن أكون أكثر ثباتا  بالكبرياء

والوقوف كالصرح

بعدما حط يدك على كتفي

صار الصورة أكثر ثباتا

جاء دورك في النظر من خلال المنظار

وتلاشى سراب الصورة المرتعشة

غربة قنبر 

٢٠٢٢/٩/٥

45

أطير شوقا"

أطير شوقا إليك بجناحين من الورق

فوق السحاب 

فالشوق ينخر في قلبي

كما ينخر الماء في الحجر

أحلق بعيدا 

هناك عند جدي حيث ينام

عندما كانت أمي 

تروي لي القصص عن البلاد البعيدة الذي سافر إليها جدي دون عودة

على فرس دون لجام

ترى هل يتحقق الاحلام!!

أطير شوقا إليك 

على زورق من ورق

لعلني ألقاك على الضفة الأخرى

أطير على جناح اليمام

تلك اليمامة لو أخبرت أمي عن عينيك الدائمة الخضرة ستعذرني حتما

وتلقي عتابها في البحر 

للأسماك الجائعة

وتهديك السلام

غربة قنبر

46

رواه محب


هل تذكر أول لقاء لنا؟

على دكة في باحة الدار

رواه العصفور

قبل الشجرة

شهدت عليها السماء

والزهور تتراقص بخيلاء

فراشة دنت مني

حطت على كتفي

روته السماء

من غير عنعنة 

من غير شاهد

كنا طاهرين مثل ثلج من السماء

هطل 

لم يمسسه أنس ولا حجر

زدت طهرا حينما

راودني القمر

وغمز بعين 

ولمس بضيائه 

ذيل فستاني الابيض

رواه نجم السحر

دون تحريف

أو زيادة 

كل تلك الشهود

وتريدني أن لا أعود

وهل في الحديث خلاف؟؟

أم وحدك تختلق الأعذار 

وتتهم باحة الدار

والسماء

والقمر والجدار

وتلفق تهمة الشعر على كل كلمة أتفوه بها

وتلعن الساعة

والشجر

غربة قنبر٢٠٢٢/٩/١٢

47

ألجأ إلى الصمت

من ضجيج عينيك

كرتان من الزجاج

مثل كوكب متوهج

تلمع في ذاكرتي المظلمة

تأكل من قمح أشعاري

ترعى في سهول نبضي الخضراء 

تزورني كل مساء

تدخل بين طيات الكتب

وتخترق أمطاري وترشيني بالنميمة

فأحتمي بالكتابة

أجدني أكتب عنهما

أكحلهما بقصيدة

وهكذا أعيش في دوامة 

عينيك 

اللتان ظننتهما

 كرتين من الزجاج

يعكران صفوي ومزاجي

وتدك أوكار خجلي

تفضح كبريائي

فأعلن ولائي لهما 

وأخضع لأستعمار العينين.

غربة قنبر

48

ألوذ إليك بالصمت

تكوري يخونني 

مع أنبساطك

ماعاد اي منا أوفر حظا

حتى النايات المكسورة

تبث حزنا 

كقلبي الغاسق

كومة النور تنبثق وسط الظلام الحالك

سلم نبيذ السكر

من إنغماسك 

وعربدات أحلامك

هطول الزيف يقرع على شباكي

لن أتورط هذه المرة كالسابق

أذني تميز بين نقرات منقار يمامة عاشقة

وغراب ناعق

خذ أزاهيرك الجافة

دعني مستلقيا على براءتي

كي آخذ قسطا من النور

تحت شمس الحقيقة الحارق.

غربة قنبر

49

لا 

لاتقتفي أثري

فأنا أحيانا كائن هلامي

لا أترك أثرا ولاعتب

أزهر في كل المواسم

أثناء الغضب

ولا أخربش بأنيابي 

أطارد سحابة ممطرة

أحتمي بها

أو كرمة عنب

أفقد الجاذبية

حينما تزلزل كالرعد

أخاف من عويل

 الذئب في داخلك

 ‏وأحتمي بك كالسيل

 ‏في جوف الوادي

 ‏بلا مأوى عن كثب

 ‏خمار الليل مسدول 

 ‏وانت تبحث كل ليلة

 ‏عن شظاياك

 ‏وعن أغنية غجرية

 ‏على شفاهي

 ‏دون طرب

 ‏لا تبحث عني خارج 

 ‏ رقعة الحزن

 ‏فكل الدموع

 ‏ التي تنزفها على

 ‏حبل الغسيل حكايات 

 ‏وروايات لعشاق 

 ‏ينكرون الدمع 

 ‏من غير سبب

غربة قنبر

50

(إلى من يهمه الأمر)

حينما يدق ناقوس الشوق

في داخلك أرجوك أحضر

ماعادت خيوط الدمية

التي كنت تحركها بيدك متشابكة

ولا سمائي ملبد بغيوم 

عشقك ولا تمطر

إنتظاري على أبواب مترامية الأطراف

وطرفي على باب الحوائج والنذر

كأني أنفخ في قربة مقطوعة!!

حينما أناديك

لا ردا" ألقى منك قل لي أين المفر

كفاك تجاهلا والعلم كله عندك

يا أول زهرة بها ثغري تعطر

مناي وصلك والوصال جفاء

غيابك عندي سيان والموت 

فبأي الاء الحب تكفر!!!؟

غربة قنبر

51

مازلت ألفظ 

في سري أسمك

كالسابق 

يتلعثم لساني

أزداد خجلا

وجنتا كلماتي تتورد

إن فكرت بك 

أو سطرت حروفه

تزاحم ,تصادم ,تدفق

 كالسيل 

حوادث سير 

وشغب

حينما أود الكتابة عنك

خلاصة الحديث

بضع كلمات

 تتهندم  

تتأنق

 ترتدي

 أغلى أسمال اللغة 

 ‏وهي تفكر في اللقاء

تارة

أبدو كالمهرج 

وبهلوان في مسرح سحرك

وتارة أخرى يضيع الحرف من فمي

ولا أتذكر سوى أبجدية اسمك.

غربة قنبر


52

إفادة

وكانت إفادتي لما وجدوك

مختبأ" بين كتبي

أنك تعشق شعري

وتهوى ماأكتب

ولم يكن عذري مقبولا"

وجاء المحقق الثاني

فنثر دولاب ملابسي

فكان عطرك فواحا"

يفشي سري ويفضحني

فجاء كبير المحققين يتهمني

بأخفاء معلومات عنك

وعن محل أقامتك بين ضلعي

فكان جوابي 

لماذا لاترحموني!!؟؟

لماذا تبعدوه عني؟؟

من كان مقامه في قلبي

لا يقوى على العيش بدوني

وإن

تفصلوا رأسي عن جذعي.

غربة قنبر


53

لن أضبط الساعة هذه المرة

حسب التوقيت المحلي لقلبك

بل سأضبطها حسب ميقات الاشتياق

وحسب التوقيت الصيفي لمزاجك

عدم الألتزام بالموعد

ونسيان الوقت من سماتك

فلا تحاول أن تقنعني بفرق الساعة

بين بلدينا

انني أحس بقربك مني 

أكاد أسمع نبضك

ورنة الاقداح حين تشرب الشاي

 ألمس عبق أنفاسك

 ‏فلا تبرر لامبالاتك بحجج واهية

 ‏كرداءة الشبكة

 ‏أو انتهاء اشتراكك في الخط المجاني

 ‏انت الجاني بحقي

 ‏أتصال منك 

 ‏يبدد غيم أحزاني

 ‏ولا يسعدني غير هطولك المفاجىء

 ‏مثل زخات مطر 

 ‏فتزلزل كياني

غربة قنبر


54

هذا الصباح 

دعيني أرتشف معك قهوة 

مرة

كالفراق

ولكن عليك الحساب

فأنا دفعت مرارا الحساب من عمري

في هذا المقهى 

كم شربنا معا شايا رديئا

كرداءة الجو

 لكن طعمها مازال في حلقي 

 ‏كأنني شربتها للتو

فأن جنحت للقرب منك أكثر

فأجنح له ولايزعجك نظرة المتطفلين والمتربصين للخلو

مخافر قلبي الحدودية آمنة

رغم رشقات رصاص العيون

وانا أواجه لوحدي ضحكاتك العابرة للقارات

وصواريخ أنفاسك الأرض جو

فقد قررت

 أن أنال سهمي من جمالك

شاء الناس أم أبو  .

غربة قنبر

بيروت ‏


55

سري للغاية

لم أبح لأحد 

بأنك تخرج مثل أرانب السحرة 

من قبعتي حينما أريد أن تحضر

وأنك تطفو مثل سمكة نافقة

 على سطح قلبي المقلوب

وان لي أربعة أيادي 

تحتضنك عند السفر

كنت أميز 

ضغطة زر جرس بابنا

 عند قدومك 

 ‏وصوت الكروان مهلهلا بقدومك المبجل

حتى إنسحابك المفاجيء

 مثل أطفال يقرعون جرس الباب في عز الظهيرة  

 ‏وإنهزامك كان سري للغايه

 ‏ لم أفش سري لغير سكارى الطرقات

 ‏ وماء النهر

لم اعلم أحدا" أن قلبي الان مثل قطار مدينتي حطام وركام 

والعشاق يصورون لحظات فرحهم على أطلالها

وأني أصبحت حديث الساعة مثل مطارها

لا اذكر عدد الاوراق

 التي جعدتها بقبضة يدي 

 ‏ورميتها في سلة المهملات

عندما أردت ان أقول أني لك

قلبي مقبرة غير مسيجة

تنتظر المزيد

غربة قنبر .


56

خط اتصالي بك 

هذا الصباح

مثل خطوط زخرفة أقليدس

متداخلة

 ومنمقة

 وجميلة

أختلق منه عالمي السحري

 أطرز منه زهرة وسادتي

 ‏ خوارزميات الكون كلها

 ‏ لا يمكن أن تحلها

 ‏خيوط شائكة 

 ‏لاوجود لها إلا في عالمي

 ‏أحيانا 

أراها خارج نطاق التغطية

 ‏وأحيانا أخرى أتصل بك 

 ‏أرآك 

في المقعد الخلفي من الباص

 ‏ أدفع بدل منك أجرة النقل

 ‏فيخذلني تصوري

 لأنك لست موجود

غربة قنبر ‏ 


57

وجعلت بيني وبينك سدا"

من أباح لك 

أن تتخطى الجدار؟؟

أشوقا" ؟!

أم حنينك

سحابة صيف

مرت وأنا دون دثار؟؟

موج حنين 

يجتاحك بين حين وحين

يذيب جليد الصبر

والغشاوة في عينيك

أفقدتك !!

تراني في دروب العمر؟؟

فصرت جاحدا" بنعمة شوقي

مرتدا عن دين العشق

غير أنك تزعم الإيمان

ولست من دعاة الكفر .

غربة قنبر ‏


58

حِينَمَا رَمَيْت حَجَر ذكرياتي 

فِي نَهْرٍ النِّسْيَان 

تَلاَشَت دَوائِر الزَّمَن 

أمَام نَاظِرِي 

وَاحِدة تِلْوَ الأُخْرَى 

مَحَّا سِنِين الشَّجَن 

تَرَآءى لِي بَيَاضُ الشَّفَقِ 

مِثْل شَلّال دَفْق 

طَيْف مِنْ أَيَّامِ الصِّبَا 

لَاح فِي الْأُفُقِ 

لَمْلَم أَوْرَاق أشعاري 

صاغ مِنْ جَدِيلَةِ الْقَصِيدَة 

أَجْمَل إخْبَارِيٌّ 

فَجْأَة طَلٌّ وَجْهَك 

مِنْ بَيْنِ تِلْكَ الدَّوَائِرِ 

غُزًّى ملامحي وأفكاري 

وَهَزّ عَرْش الْقَمَر 

أَدْرَكْت حِينِهَا 

أَن وَجْهَك وَالْقَمَر تربعتا 

عَلَى قَلْبِي 

مُنْذ الصِّغَر 

كُلَّمَا تَأَمَّلْت تِلْكَ الدَّوَائِرِ 

زَادَنِي لَهْفَة لِأَيَّام الصِّبَا 

وجلدت ذَاتِيٌّ 

بِسَوْط النَّدَم 

عَلَى حِجْرِهِ 

حَرَّكَت كُلّ تِلْكَ السِّنِينَ 

فِي دَاخِلِ نَفْسِي الرَّاكِدَة 

وَقَلْب الْمَوَازِين .  

غربة قنبر


59

شكوى

ماعاد يجدي!!

مجاراة أنفاسك

فكل شهقة مني تكرار

يسير بمحاذاة رتل أشواقي

يصل إليك مثل سنا 

كوكب سيار

في ليل حالك السواد

يلوذ إلى القمر يروم

 السكن وحسن الجوار

كيف للرياحين

 النابتة في يديك

أن تحط رحالها

وتتخلى عن الاسفار؟

سوار يطوق معصمك 

وموضع النبض في أنبهار

إن كانت خطيئتي

نظرة في خلسة 

فما بال شعري 

تكتبني جهرا

وتفضح ما في قلبي 

من اسرار .

غربة قنبر


60

عمت مساءا" ياسيدي

لما التعالي؟؟

من قال لك 

أنا بوجودك لا أبالي؟

من وشى لك

 عن سر عطري

من علمك التباهي!!؟؟

زنداك متكأي

 مذ نعومة أظافري

لماذا تماديت

 ولم تحفظ وقاري

خلجان عينيك

 في صفاءهما برق

والرمش سيف بتار ذوالفقار

ماعلا العين يوما

 على حاجب

وما العلو إلا للواحد القهار

ياسيدي ومالك تاج الحسن

حفنة من التراب مآل كل منا

فلاتعربد ولاتمد يدك للاقمار

والنجم مهما علا شأنه ولمع

ينجلي ضياؤه ببزوغ شمس النهار.

غربة قنبر


61

أشعلت فتيل الشوق

 ‏ ورحلت 

ألم تفكر كيف تخمد 

نارها المستعر في جسدي

ألم تفكر

 أن ترش القليل من ماء اللقاء

سلاسل وأغلال البعد

 لف حول عنق القصيدة

 ‏ بديلا عن كلمات بديلا عن الرداء

وكان سقوط المطر ولها" لي بغيمة 

 وغلغلة روحي بسمفونية الشتاء

تهليل وصلوات تبث من رماد 

موجتين من الضحك زلزلت مسمعي

فاضت مقلتاي علمتني الغناء

أرش ماء الرجوع خلفك

وهودج الشمس يترآى لي

ملوحا عند المساء

محرفا معنى الغروب

غربة قنبر

٢٠٢٢/١٢/٤


62

يحدني عبقك

 من كل الجهات

فلا تحاول أن تختبئ مني

أنا التي عشت في كنف الماضي كالأميرات

ألا كان الأجدر بك أن تحضر وترحمني؟

ثلاثة وعشرون عاما مضى وفات

دونك 

كنت كريشة في مهب الريح 

ولما لاح نجمك والثريات

ندمت على أعوام ما أحتوآك وما أحتوتني

أن أكون جارة القمر أحلى الأمنيات

فكيف إن كانت وسادتي تضم

القمر بجنبي؟

وجهك المدفون

 بين طيات كتبي، 

أشمه كزهرة مجففة

 أحتفظت بها من أيام الصبى

 عند أول لقاء

 وبعده توالی الشتات .

غربة قنبر 


63

أريدك مختلفا"

ليس مثل كل الرجال

لا تقبل يدي كلما لك مآل

لاتهديني وردا"

ولاباقة سؤال

أريدك رجلا" دون حاجتي لك 

رغم الاهمال

تزيح عن أيامي غمة السؤال

وتروي لي قصصا"

كالاطفال

وتلبسني ساعة عندما أنجح

ولايستهويك الخلخال

انا أمراة ذاقت مرارة الهجر

وترعرت في حقل الصمت

زاخرة أيامي بالسكوت

وحزني مكتوب على طرف شال

انا أمرأة ممزوجة بالكبرياء

يفرحني منك قضمة سرور

أو همسة طازجة كالبرتقال

أريدك مختلفا"

كي أباهي بك نساء حارتنا

وكل الجوار

فأتفرد بينهم وأتفاخر بأنك

سيد الرجال.

غربة قنبر


64

مازلت أرتاد محل بائع الحلوى 

الذي كنت أرتاده في صغري

لعلي أعثر على قطعة بنكهة الماضي 

أو كلمة منك ظلت عالقة بجدار دكاننا القديم

أفتح الصور المعلقة على حائط الغرفة

 عسى أن أعثر على تاريخ ميلادي 

 ‏دونته في سيرتك الاولى

 ‏كباقي التواريخ الذي يهمك حين السؤال 

 ‏أن أجد دين لم يسدد

 ‏كعمرنا

 ‏ لعلني أعثر على

 ‏أسمك منزويا في إحدى أركانها كالأقمار

 ‏أنبش في درج المنضدة القديمة 

 ‏في فهرست الذكريات

 ‏والمعاطف القديمة

 ‏لعلني أعثر على رائحة عرقك الطيبة 

 ‏حينما كنت ترجع متعبا من يوم شاق وتبتسم في وجوهنا المكتظة بك بأنبهار

 ‏تفتح سلال معبأة بالحب 

 ‏وتسقينا كالزاهد كل حلال

 ‏صرير باب الدكان محتاج لمزيتة يدك

 ‏كي تنفتح على مصراعيها وتمنحنا الامان

 ‏والمذياع القديم كف عن الصراخ ونزل منه الدمع حين وداعك

 ‏أبي وما ادراكم ما أبي

 ‏فكل ما ذكرت 

 ‏قطرة من بحر عطاءك السخي

 ‏أيها النبي.

 ‏ليتني أمتلك مصباح علاء الدين

 ‏وأحضرك بلمسة كما كنت تحضر لنا كل ما نريد دون عناء الطلب

غربة قنبر


 ‏ 65

لا أملك فائضا من الوقت 

كي أتسلى بحل لغز وجهك 

كل صباح 

وجهك مختلف 

عن الصباح الذي قبله

لا زلت أحتفظ بذلك

 القالب الكونكريتي

 ‏الذي علقته 

 ‏على باب غرفتي

 ‏ (هذا من فضل ربي)

تعال ....

كي أحصي لك 

عن أفضال الرب 

وجمايله  

الذي لا يحصى حينما عرفتك.

 غربة قنبر‏


66

لا أملك فائضا من الوقت 

كي أتسلى بحل لغز وجهك 

كل صباح 

وجهك مختلف 

عن الصباح الذي قبله

لا زلت أحتفظ بذلك

 القالب الكونكريتي

 ‏الذي علقته 

 ‏على باب غرفتي

 ‏ (هذا من فضل ربي)

تعال ....

كي أحصي لك 

عن أفضال الرب 

وجمائله  

التي لا تحصى حينما عرفتك ‏.

عربة قنبر


67

ذكريات 

خذ بقاياك وأترك 

لهذا العمر عمره 

وكف يديك

ودع بذاكرتي السنين

فذكراك لم تعد

 دائمة الخضرة

في ساحليك

حبك المهدد بالإسقاط

لا أقوى أن أحمله

تسعة أشهر أخرى

ولا أستدل مني عليك

وأنت تعلم منذ الوهلة الأولى

بغرق أمنياتي

فالثقوب التي أحدثت في سفينتي

لاينفعها طوق نجاة منك إليك

ولا المرافئ عادت موضع سره

كم صورت لنفسي طيب الإقامة

فعز عليك ما لديك

لم تكن غير ذاك التجلي

وأضغاث أحلام على ضفتيك

وسراب سكن مخيلة الايام

داهمتها سيول الهجر المارقة

كطوفان بعمق هذا البحر

لم يترصد أحد قوة حزنك

ولا كم الخسارات لديك

وقد لحقت بأسماك نهري

وأمواج عينيك.

غربة قنبر


68

(مضى عام)


لا تسألوني أين كنت

طيلة ثلاث مائة وخمسة وستون يوما

كنت الشفق عند الفجر

ولحضة ولادة الشمس

كنت أغرس الندى في مهد الورد

وأرسم ملامحنا على وجه إشراقة الصباح

وعلى دروب بائعي الورد

كنت أتجمل كي أزين قبح أيامي

وأنتشي العطر من سلال الغد

ملامحي ضاعت مع مسودة حلم خطته يداي لذلك الوعد

بين آمال متأرجحة لعش حمامة

تخشى على صغارها من الثعلب الوغد

كنت أتابع نشرات الأخبار عن كثب

وما يحمله لي الايام كضربة نرد

لم أبالي بكيس القمامة

التي أمتلأت في داخلي

بعتاب من أيامي أو من الغد

هكذا دأبت الأيام تفعل بي ماتشاء دون اعتراض مني أو اي صد

فجاءت خاتمة أيام السنة

أحمل معي أدواتي وحبري

وأوراقا" دون أن يكون معي الرد

على تفاهات لا أظنها تغير من ملامحي المتقابلة مع المرايا 

ولاتشد من أزري أي شد

ألتفت للجياع في شوارع وطني

وتلك الندى المسكينة

رقراقة تنتظر مني الرد.

غربة قنبر


69

متى يعلم؟؟

 سماسرة الحروب 

أن حروبي معك 

لاتحتاج الى أسلحة 

أحتمي بك بدل الدروع 

وأحمل وردة

أسافر إليك بدون أجنحة 

والنصر يزهو

 في محياي 

إن حاصرت يداك يدي

 وألتفتا حول الخاصرة 

ولن أجنح للسلم

 مادامت هدنتي معك

 عناقا" !!!! 

وحربا" خاسرة .

غربة قنبر


70

أمنياتي كائنات جميلة 

تحلق في سماء عينيك  

تحط رحالها في واحات صبرك 

وتأخذ قيلولة في ظل رموشك 

تعيد لي مهد طفولتي 

تزرعني في غابات الزيتون 

عيناك ومهجتي لاوطن لهم 

فتعال إلي كي أوقع معك

مذكرة تفاهم

أتنازل فيها عن حقي 

في مساحة عينيك 

وتمنحني في قلبك إقامة جبرية.

غربة قنبر


71

ومن روائع ماوصلني للتو

أنك تقرأ لي

ويصلك كل رسائلي

 بعبقها 

 ‏وحلوها 

 ‏ومرها 

 ‏رغم رداءة الجو

ورغم الخطوط المتداخلة

وسوء شبكة الاتصالات 

فما أسند إليك من إشاعات 

بأنك شطبت اسمي

 من قائمة المفضلة لديك

كان محض هراء

وماذا بعد؟

هل أبوح بما قيل عنك

ماذا لو!!!! 

قيل عنك تكتب حروف اسمي الأربعة

وتضعها تحت الوسادات

كي تحلم بي

وتعلق خرز الحظ

لأنني قدرك 

وأنني في حياتك تعويذة

ودعاء أمهات

غربة قنبر

٢٠٢٣/١/١٥

72

حَذارِيك 

إن اسْتَرَق الْوُشَاة السَّمْع 

‏ إلَى دقات قَلْبِك 

أنصحها أَن لاتكون ثَرْثَارَةٌ 

تردَّد اسْمِي 

وَتَدَلِّي بأوصافي 

وَلَا تُخْبِرُهُم 

عَنْ الْعَلَامَاتِ الْفَارِقَة لَدَيّ 

فَأَنَا لَسْت نزيلا" سيئا" لَدَيْك 

لَمْ أَدْفَعْ الْإِيجَار لَهَا 

مُنْذُ مُدَّةٍ 

بَلْ هِيَ مِنْ قُطِعَتْ عَنِّي النَّبْض 

وخُطُوط الِاتِّصَال 

وَلَم أَشْكُو ضِدِّهَا 

وَلَم أَخَن عَهْدُهَا 

حَذارِيك 

لَا تَسْكُنُ غَيْرِي فِي حُجُرَاتِه الْمُظْلِمَة 

أَنَا وَحْدِي مِنْ لاتخشى الظَّلَام 

وَتَرْضَى أَن اسْتَرْجَعْت لَهَا النَّبْض  

غُرْبَة قَنْبَر 

٢٠٢٣/١/١٥


73

في الخامس من يناير

بمخاض عسير أزعجت أمي

لم تتعافى بعدما أنجبتني

كانت تستند على الحائط

حين تمشي

هل كانت ولادتي 

أم ولادة بنت بطعم القصيدة؟؟ 

كانت أمي بديوان شعر حبلى

تناقل الجيران خبر ولادتي

الرجل اللطيف أسندها

بلطفه تكفل بأخذها إلى الطبيب

إن لم يسعفها محمدا

كانت ولادتي 

بشرى خير لولادة منى

كنت سادس أنثى

جئت أنا

 أحمل قلب أنثى

لكن 

والدتي تمنت أن أكون ولدا

جئت أنا

 ملئت الدنيا ضجيجا 

 ‏وحبا وهوى

أبي لم يحتر

 كما أحتارت أمي في تسميتي

فقد كانت الغربة تسكنني

لم أكن أشبه أمي وأبي

ولم أشبه إخوتي

كنت أشبه أنا

غربة قنبر


74

لاتترك أصابعك تتسلل إلى خصلات شعري

لا تعبث بالجديلة

كن مراوغا لا تعلن للعلن عن لونها الكستنائي

حاول أن تقطف القرنفل من رائحتها

وعطر أجواء قصيدتك برائحتها الزكية

طويل شعري كحزن سرمدي

طويلة لياليك بدوني

 كما روت لي عرافة ذكية

ثاني أثنين باح بسر حبك لي

يقول لاتخافي أن قلبه معك..

غربة قنبر


75

لحين ورود آخر الأنباء عنك

 مازلت على قيد الشوق

وأنك

 لازلت 

 ‏تحتفظ بالمنديل الورقي

 ‏ الذي مسحت به

 ‏ حافة الفنجان الذي

 ‏ إرتشفت منه الشاي معك 

سأكتب أكون لك

قلبي العالق 

بشباك صدري

يرفرف أذينها 

 مثل فراشة 

 ‏وقعت تحت أنامل طفل 

 ‏يريد إكتشاف سر كحل أجنحتها

 ‏عيناك التي فيها خواص حياتي

 ‏مثل عنصر كيميائي نبيل

 ‏ مازلت أبتاع خرز الحسد 

 ‏كي أحميها من مكر وكيد الكائدين  ‏

غربة قنبر

76

أتفقد كل يوم بريدي 

لا رسالة منك تزهر على هاتفي

لا عطرا يفوح منه كسابق عهده

هاتفي الجوال

 قطعة صماء من غير صورك

البنفسج الذابل في أقصى صفحتك

دليل آخر على نسيانك لي

عطر الخزامى المحتبس في أنفاسك 

أصبحت من الماضي

القلوب الحمراء الصغيرة 

التي تنعش ذاكرة قلمي 

حينما تذيل بها على 

كلماتي كلما نشرت قصيدة

غابت هي الأخرى منذ سنة 

نغمة رنين هاتفك التي ترقص الفراشات الملونة عليها

لم أعد أسمعها

ثوبها الاحمر نال منها خزانتك القديمة

اليوم وسائر الايام

 أنا بأنتظار قدوم ربيع عودتك

 ‏ وعودة العيد

غربة قنبر

77

أحن شوقا" 

للأيام التي

 كنت أرسم في الهواء الشاغر

 ‏والدرس الشاغر أسمك

 ‏حينها كان الشعر يتلبسني

 ‏فأرسم

أسمك بخطوط وهمية

 لا تفهمه صديقاتي

كانت أذكاهن

 تتابع حركات يدي

أقوم بتمويه حروف إسمك

 الموشوم أقصى الكتف الأيسر لقلبي

يتبادر إلى مخيلتهن

 كل الاسماء الذكورية

إلا إسمك 

الذي يشبه

خرير السواقي

وابتسامة طفل حديث الولادة

 شبيهة بالقمر

أو غابة برتقال .

غربة قنبر


78

تعال نتبارى

أيانا أكثر صمتا"؟؟

إن داهمنا الأحزان

 في غير ميعاده

ونسجنا لها ثوبا"

دثرناها بعباءة سوداء إلى الاربعين

تعال ننعش ذاكرة الأيام

ونترك قيء الليل

وننسى النجوم التي كانت يوما"

شاهدة على لقاءنا الحزين

تعال ننسى غثاء البحر 

وعربدة الأمواج حين إفترشنا الرمل وسادة تلسع قلبينا كالسكين

يداي خاوية

 إلا من تشابك خطوط

راحة يدينا المتشابكة

مثل خطوط سكك القطار

في المدن المزدحمة بالأنين

أمد يدي إلى جيب معطفي

فأخرج تذكرة قديمة 

لرحلة كانت من المفترض

أن أكون برفقة حزنك 

الى مدن الحنين

لكن القدر شاء

وتركتني في غيابه الليل 

ألوك خبر الفراق

وأنتمي وحدي

إلى جوقة المجانين .

غربة قنبر


79

هذيان آخر الليل


كم حذرتك !!؟؟

أن لا تضع هاتفك

 بالوضع الصامت

كي أسمع دقات قلبك الحزين

مع كل رنين

ألا تعلم أن دقات قلبك

هو رنين هاتفي

وإن كان بوضع الطيران

كم نبهتك !!؟؟

أن تعبأ هاتفي

برصيد من ابتسامتك

فقد أحتاجها كي أتواصل مع الحياة

كم شكوتك!!؟

 بأنزعاجي من إتصالك المتكرر

وجهلك بأنك في وجودي دوما متصل

كن على يقين

 أيها المتعالي أينما تحط

فإن رقمي متاح لك في كل الأوقات ودوما نشط

ولآخر مرة أنوه

أن لا تختار وضع الاهتزاز

بك أزهو إن هاتفتني

 وبكل إعتزاز .

غربة قنبر


80

طاغ حبك على قلبي

كالحكام العرب

يستغل ضعفي 

ويفتك بي كالآفة و الجرب

يطمع بآبار الحب والحنان خاصتي ،

ومناجم الذهب وسهول قلبي الخضراء

 وكروم العنب تملكها انت ، 

يحاصرني حبك و يأسرني

ويعلن الحرب ضدي

ويجعلني لنارك الحطب

ورغم ذلك لا زلت 

طوع عينيك ،

ولم أضرم في صفحة ذكرياتي اللهب

ألا تبت يداك. .

غربة قنبر


81

مسلة قامتك قدري

عليها كتبت قوانين عمري

تروي حكايا يومي وغدي

وتكتم خبايا سنيني 

مسلة قامتك منمقة

مزخرفة بأحرف

تزخر بالعبق 

وتنادي أيامي

لتسن قوانيني .

غربة قنبر


82

عند السفر 

كنت معي

ولكنهم لم يروا صورتك

مرة خبأتك في حقيبة يدي

فأنتبه الرجل الواقف على أجهزة السونار

وأعادني إلى المرور ثانية ليعيد الاختبار

ومرة خبأتك في حقيبة السفر مع ملابسي 

وقلم الكحل

وحين مروري في المطار 

تنبأت أجهزة الرادار

 وأرسلت إشارة إلى كل المقصورات

بوجودك

وأخبروا أجهزة السونار 

كيف فلت منكم هذا المختبىء

فأعادوا تفتيشي مرة أخرى

عثروا عليك معتليا عرش قلبي 

بلا منازع

وبكل أفتخار

فأعادوني وأياك لاني أملك تذكرة سفر واحدة

وحجزت مقعدا واحدا

وأحالوني لإجراء مقطع طولي لقلبي

وتصوير أشعة سينية

كي يمنعوك من السفر معي

لكنهم صرفوا النظر عن الموضوع

حينما علموا أنك كالمتلازمة 

تبقى معي 

تعاني معي 

تنام حين أنام

تضحك حينما أضحك

تمنح لقلبي السلام  .

غربة قنبر


83

(تاريخ الانتهاء)

أتدري؟؟؟؟

أتدري أن للقلوب مدة صلاحية!!

بعدها ترمى بدون مجاملة

وبدون خجل

تعثر إحساسي بقلبك الصخر

 قلبي ينزف بالانين

وانا الصامدة

مثل ليث في العرين

كانت على مائدة الإنتظار

تسارع بالنبضات

وتحل عندك ضيفا كالٱقدار

أجلستها في صالة الأنتظار

أرغمتها تلوك اللحظات

وتجتر العشق

قدمتها لك على طبق من نضار

دام الانتظار

وانت تتهندم بحروف مزيفة

تسور نفسك

بسور من رياحين وأقمار

وفي اللحظة الأخيرة

ووضح النهار

تأتيني وبدون إعتذار

أن أؤجل لقاءنا

وترك عتبة الدار

الا تدري أن للقلوب تاريخ إنتهاء

وصلاحية قلبك

في سلة الاهماااااال  .

غربة قنبر


84

حينما أستوقفني

 شرطي الحي

وطلب مني رخصة المرور

لم أكن أملك 

إلا أن أعطيه

 عنوان عينيك 

وبعض من الورد والمنثور

أستهزأ بي

وطلب مني رخصة القيادة

لم يكن يعلم أن لقلبك على وجودي سيادة

والكثير من الحبور

ركن سيارتي جانبا"

وأصر على طلب رخصة المرور

رشوته لاحقا"

ببعض من عطرك

وعلبة ألوان من زمرد عينيك

وحمامة ناصعة البياض 

كانت مخبأة تحت قميصك .

٢٠٢٣/٣/٢٨

غربة قنبر 


85

مع إطلالة فجر جديد

أمسح صورتك العالقة في مرآة غرفتي

أدس السم في ملامحك

في سالف الزمان 

كانت صورتك من أولويات محفظتي 

كنت هويتي 

تتراقص صورتك على ماء ذاكرتي

بمرور الوقت

اهتزت وربت

مثل فراشة حبلى بحبوب الطلع

أحلولى في نظرك محياها

والرفيف على خدها الأجدل

ماكنت يوما إمرأة سوء

بل الغدر شيمتك الاول

تعدي كل من تنظر إليك

معلنة حرب ضروس

غدا أواري صورتك ثرى قلبي

أحفظها في المهملات 

مثل مسودة لكتاباتي

أرجع إليها بين حين وآخر في صمت الليالي

لعلي أنتقي منه 

ما يحلو لي

أو أعدل أن قراري الأخير 

 تفضفض عندي عيناك

تذرف دما

فأشهر صورتك كخنجر مسموم

لتبرد نار قلبي

أرميك بوابل من سجيل اللعنات .

غربة قنبر 

٢٠٢٣/٤/٩


86

حل المساء

تجرأ الليل وخيم على يومي

هذا هو موعدي مع القلم

تلك الصماء التي تعتصر شوقي 

تكتبك، تذكرني بجمال المساء

تحتوي كل نبرة 

تلفظ أنفاسها 

تعلو إلى القمم

كحسناء داعبت بأناملها مكحلة وقلم

حل المساء

وهواجسي تأكلني

تحتضر في طرف الورقة

تقيدني تكممني

تشبعني ألم

حل المساء 

انتظرك تهبط من أعلى الأمنيات

انتظرك كخبر يغير قميصي الاسود

ويخضب يدي بحناء

حل المساء

وقلمي يطأطأ رأسه خجلا

بكل حياء

كي يكتب لك غزلا

 برعشة يدي الخائفة 

 ‏من لوحة المفاتيح

 ‏ومحبرتي القديمة

 ‏ومكحلتي التي ورثتها من أمي

 ‏على الرف تنتظر عودة القصيدة .

غربة قنبر


87

(الأنفال)

ليتني أقدر

أن أعيد بكارة البراري

ليتني أقدر أن أتخلص من تكلس الأفئدة كأباريق الشاي

أعيد زجاجات النوافذ التي كسرها صخب المدينة

وصراخ الأبرياء

وأخترق بصمت الأكواخ التي تنام دون عشاء 

أعيد هدوء الليل

إلى تلك القرية 

من ضجيج مزقت قبة السماء

ليتني أعيد أصابعك

النابتة في صحراء عرعر

كبراعم على يدي

وأنتشل صوتك المذبوح داخلي

أستعيد مهدي 

الذي تبرعت به أمي 

لجارتنا مع هدهداتي

وأغاني الصيف الذي

يبثها مذياع أبي

حينما كنت على سفر غفلة

بدون تذكرة

وأسافر على متن الحزن

إلى منفى 

 ‏ليتني أقدر على تصفير عداد العمر لأبدأ من جديد

 ‏بصفحة ناصعة البياض 

 ‏ليتني كنت القابلة 

 ‏لذلك الطفل 

 ‏ الذي شهد قضبان السجن

 ‏ تحرره من المشيمة

ليتني كنت الصرخة لتلك المرأة

وأعلن عن تنحي الانسانية

وأستقالة القيم

ومصادرة كل المناصب

وأبني وطنا أسكنه بأختياري

وأعلن الحب والقمح شعارا"

 لجمهوريتي المستقلة .

غربة قنبر


88

أخبرني العراف بأنك لي                     

ويداك ستكون معانقا" يدي. وجاءت الأقدار 

ومرت الايام .

فصدق المنجم 

وكذبت خطوط يدي...

فهواك لغيري 

وجفاك لي

سيصدأ قلبي إن لم أحبك .

وأطرافي تصاب بشلل رباعي

 إن لم أكتب عنك

وعيناي

 تغدوان كرتين زجاجيتين إن لم أنعم برؤياك

رمح يماني قامتك الجميلة 

وعود خيزران

سألتف حوله مثل اللبلاب

 وأجني منه الزهور والورود البرية.

حينما تبتعد عني

 أشعر وكأن خمسون سنة ضوئية بيننا 

ومحيط من الصقيع

تحيط بحنجرتي

 كأذرع إخطبوط وهمي

وكفيك الساخنين

 لا أحتويهما كطفل فرح بعصفورتين

كل جرعات حبوب منع حبك

 لم يجدي نفعا 

فكل يوم أزداد حبا "وتعلقا"بك

ولا سبيل لك إلا الاعتراف 

من غير إجراء فحص جيني 

لمعرفه سريان حبك في وريدي .

غربة قنبر


89

هلوسات في الغربة


أنا مثلك 

حينما أمسح على المرآة بيدي 

أعيد صورتك المخزونة فيها كالسحرة

أنا مثلك أيضا

حينما أحبس أحزاني

كدخان سيجارتك

وأطلقها بشهقة واحدة 

في حقول مررنا بها أمتلأت بالسعادة

أنا مثلك كذلك

حينما أحب يتحول كل فصول السنة إلى ربيع دائم

أنا مثلك أيضا حينما ألمس منديل أمي أشعر أن الأرض منبسطة

أنا كذلك أيها المجنون

أشم كل ليلة طاقية أبي المخبأة تحت الوسادة

كي أهزم نوبات الأرق التي تنتابني بغيابه

من يا ترى منكم مثلي !!!!؟؟؟؟

غربة قنبر

٢٠٢٣/٥/٧  


90

ذات مساء

 أرخت الشمس ظفائرها على جسمك النحيل

النوارس الفضية تداعب كف الماء

وتغني أنشودة المطر

هنا على ضفاف الخليج

تقف مستريحا على حافة الوطن

شامخا رغم جسدك الهزيل

باسطا يديك بكرم ماتغدقه النخيل

من برحي وفيء وظلال

ذات مساء

حللت عليك ضيفا

قادمة من أقاصي الشمال

رأيت أن الحب غير متاح

ولايمكن الاتصال 

ترافقني شموخ الجبال

عذوبة ماء الينابيع 

تقطر من مدادي وأنا أكتبك

حاملة لك عطر شجرة جوز 

وسنابل قمح وتفاح وبرتقال

دنوت منك للسلام

كفيك الباسطتين لم يردا علي السلام

 كي أشرب الفجر دفعة واحدة

 ‏وأودع أحزاني على ضفاف الخليج

 ‏لفظت دمعة بداخل القلب

 ‏آهات ونشيج الليل

 ‏أحرفي المقدد بالملح

 ‏تطهو لك وجبتك المفضلة من القصيدة

 ‏حاولت أن ألمع أواني الزمن  

 ‏لترغمني على الكتابة

 ‏ بمعية قامتك الشامخة

 ‏والنابتة مثل الدم في الوريد.

فما كان مني إلا هذه الصورة

المطهوة على نار هادئة .

غربة قنبر 

٢٠٢٣/٥/٥

 ‏

91

فكرة

سأسرق الفكرة

أن نقضي الثلث الاخير من اليوم

في كتابة هفواتنا

التي كانت من الممكن تحاشيها

أنتظرتك على أكتاف اللهفة

حوار شوقي أحدثت ندبة

على طرف خدي

لا يمكن إزالتها بتمتمات اللقاء

سأقتص من الساعة

كيف تجري بهذا الجنون

وكأنها في سباق ملكي للفروسية

سأسرق فكرة

أن أحدث عطلا فنيا" في شعوري

كي تكون كاذبة هذه المرة

ولا تبلغك أني مازلت أحبك .

غربة قنبر

٢٠٢٣/٥/٦ ‏


92

الصرة التي أودعتها أمي عندي

كانت تحوي قمح عينيها

وخبز دعائها

وفتافيت من حلو حديثها

مازلت أحتفظ بها 

مع أشيائي الثمينة

اعلقها على حبل أمنياتي

لا أريد أن أفتحها

وكل ما أحس بالجوع ألتجأ إلى الصرة

 أشم رائحة الخبز الطازج

وعينين خضراوين

تزين حديقة حياتي

وخدمة مجانية مدى العمر 

للإتصال 

وباقة غير منتهية الصلاحية 

من دعاء أمي.

غربة قنبر 

٢٠٢٣/٥/١٥


93

لم أتخلف عن الحضور

كنت وسط جمع غفير 

من العصافير

أراقبك كيف تنثر الحبوب 

أنظر إليك من ثقب قلبي

أنتهز الفرصة 

كي أحط على رأسك

آكل خبزا

أو ألتقط حبات النذور

كنت على شفى خطوة منك

لكنك لم تأبه

 لصورتي المرسومة

 ‏ على هيئة عصفور

بل كنت

 في وضح الشوق 

 ‏تنثر معها حبات قمح  

 ‏لترضي إمرأة

 ‏كل حلمها

 ‏ أن تأخذ معك

 ‏ صورة تذكارية .

غربة قنبر

٢٠٢٣/٥/٢٩


94

لم تخبرني العصفورة

بل علمت من مصادر موثوقة

أنك دوماً ‏تولي وجهك شطر بيتنا

وأنك حينما تمر من زقاق حينا

شفتاي تغدو أجمل من الورد لونها

وأصير شفافة مثل الماء

 وأرتدي الضياء

وأول ما لمست يداك يدي 

صارت رخامية بيضاء

وعطرها فاح مثل خبر 

تتناقله النساء

أتدري أن كلماتي تخرج عن طاعتي

وتكتبك رغما عني

وتكون لي مثل معطف فرو

 في الشتاء

أتدري حينما أكتبك 

كم قمرا يبزغ في السماء؟؟!!

 حينما أنظر إليك بطرف عيني

وأسترق نظرة منك

 ‏لا أنام قرير العين ذاك المساء

أتدري أنك حينما تحبني أكون لك

 كل النساء؟؟!!

غربة قنبر


95

كل من دخل قلبي

 فهو آمن

كل من قرأ قصائدي 

وأخذ قيلولة في ظل أبياتها

 فهو شاعر

كل من جلس معي 

وشرب شاي الصباح 

بقلب نقي 

فهو من العشرة المبشرين بالسكن

 في دهاليز قلبي

كل من حضر مراسيم

 كتابة القصيدة 

وجاور هند 

كذلك فهو آمن.

غربة قنبر

٢٠٢٣/٥/٢٤


96

المغالاة في وصفك لا ينصفني

ولا يروي ظمأ الفضول

 سأنتظر الحقبة الآتية 

 ‏كي لا أكون وليمة سهلة لشكوكي

البدلاء لا تخدم لغتي

أنا بأنتظار ظاهرة كونية جديدة

تغير نظرتي لإيجاد بديل لك

لا يغير مزاجي بتغير الفصول

 يستهويني إن وجدت بديلا عنك

 ‏ يشبهك ولو بشق تمرة 

خذلني البحر 

عندما وليت وجهى

 شطر ساحله كبديل لسعة قلبك

نوبات فزع تنتابني عندما  أقارن  الليل مع ما تتحلى به من هدوء 

حديثك المنزوع  الدسم

 تجلب لقلبي الرشاقة

 ‏ أصير كغزالة

 أكتب لك بكل حبور

  أتردد دوما في اختيار البديل عنك

  ‏لا البحار ولا الليل ولا الشمس بدفئها 

  ‏تمنحني حلوى الشعور بالراحة 

  ‏إلا حينما أجد قطعة منه 

  ‏مخبأة في قبضة يدك

  ‏لتملأ جعبتي بأصابع سكاكر الأمان.

غربة قنبر

٢٠٢٣/٦/١٨

97

الربيع إلا شهرا 

   بتوقيت ساعة الشتاء الصدئة

   المعلقة على معصم العمر

   وانا بانتظارك 

   في غابة مترامية الأطراف 

 ‏ ‏ اجمع التواقيع من الشجر

 ‏ بين مؤيد لك أن أستظل بظلالك

 ‏ والبقاء على حبك

 ‏ المؤطر بالهجرة

 ‏ أو مغادرة

  معاقل برود سجنك .

غربة قنبر

٢٠٢٣/٦/١٩


98

يترآى لي بكاء الغمامة

وتصدع منارة

 حينما أذكر أسمك

الأقلام وقفت صامتة

 دقيقة حداد

على نسيانها الكتابة

الدروب تلفظ خطواتنا

والجسور تشهد

 إنصهار قضبانها الحديدية 

الاسفلت المهرول

 من تحت أقدامنا 

 ‏شهد موسم كامل 

 ‏من الضحك

شهد هو الأخر

 موت خطواتنا المسرعة للقاء

هل تساءلت يوما 

ما بالها الأبنية 

لا تتزين

 بدهان مواعيد العشاق!!!؟؟

أقلامي المحفوفة بالمخاطر

 تتحدى الكتابة

واختارت مكاناً قصيا" 

في حافظة أقلام 

على منضدتي 

وأختبأت في غمد غطاء

برغم علمها بأن لاشيء يسد رمقها إلا الكتابة.

غربة قنبر

٢٠٢٣/٦/٢٢


99

أثر هبوب عاصفة هوجاء

كانت آتية من بلاد الغرباء

تحمل في طيات عويلها 

أنات الفقراء

وبكاء المطر

وعلب معبأة بالحزن 

كانت تحمل في ذرات ترابها 

لعب اطفال محطمة

واحلام مؤجلة

وأمنيات عزباء

كانت صرخاتها تدق كل باب 

ننتظر بفارغ الصبر سكوت العاصفة 

وإنقشاع الغشاوة عن قبة السماء 

لنرى قمرا منيرا

وصافية ثوب السماء

لكننا بعد فوات الأوان

علمنا إن تلك العاصفة الترابية

 كانت كأخواتها

لاتحمل كسرة خبز

ولا دلو ماء .

غربة قنبر

٢٠٢٣/٦/٢٤

100

أنا أيضا

 أتابع البث التجريبي 

لتقلبات مزاجك

كل ما هناك 

ضباب 

لا تحاول أن تبدو أكثر أناقة ولمعان

كل الأنباء تخبرني

 أن البدايات سراب

تحاول دون جدوى 

أن تعبأ أحلامك في علب مسلفنة

وتبثها في إعلان 

لاتستغرق ثواني معدودة

أطلق لها العنان 

أبعثها لي مع الغمام 

أو على جناح يمام

فأنا تعودت على تقلبات الفصول

وتصحر قلبك .

غربة قنبر 

٢٠٢٣/٦/٢٥


Saman kakayi  - Germany 

ليست هناك تعليقات: