إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 14 يونيو 2021

كركوك - فلك الدين كاكةئي كاتب وصحفيةومفكر وسياسي


فلك الدين كاكائي  (1943- 2013) كاتب وصحفي ومفكر وسياسي 

ولد فلك الدين كاكائي عام 1943 في مدينة كركوك، وانضم في سن مبكرة إلى صفوف الحزب الشيوعي العراقي، وبعد انقسام اتحاد الطلبة إلى قسمين الأول تابع للحزب الديمقراطي الكردستاني، والآخر إلى الحزب الشيوعي، أصبح فلك الدين عضوا في الحزب الديمقراطي الكردستاني بشكل طبيعي، حيث كان الحزبان يتقبلان ذلك الأمر دون إشكالات. وظل في الحزب إلى حين انهيار ثورة التحررية التي قادها الزعيم الراحل مصطفى بارزاني، ثم عاد مرة أخرى للالتحاق بالثورة التي أعلنها نجلا بارزاني، إدريس ومسعود، وظل معهما حتى آخر لحظة في حياته.


ينحدر  فلك الدين كاكائي من عائلة فقيرة عاشت في احدى الضواحي  البعيدة والتابعة لمدينة كركوك ، تلقن في هذه النشأة الفقيرة  علوم المحبة الصوفية من تكاياها فظل ذلك الحب لعوالم الصوفية وطرقها والصوفيين وحكاياتهم عالقا في ذاكرته  نافذا في اعماق لا وعيه وسلوكياته ،حتى تخصص فيها وانتج مؤلفات مهمة فيها  فيما بعد.


فوق جبال الشرف

بعد فشل المفاوضات ، واغلاق السلطات البعثية للتآخي لم تترك حكومة البكر صدام للكورد ومثقفيهم فرصة للتعايش او السلام الا امتشاق البندقية ، فصعد فلك الدين كاكائي الجبال و لم يتخل فلك عن عمله الاعلامي ووظف خبراته للاعلام المعارض حيث عمل لاول مرة في اذاعة  صوت كوردستان وهو مدين لعمله في هذه المدة للعمل الاذاعي الذي جربه لاول مرة في حياته حيث انعكس على اسلوبيته الجديدة التي مالت نحو الاسلوب البرقي والاختزال والتي ظهرت حتى في اعماله الادبية لاحقا.

جندي مع البيشمركة

يستذكر  فلك الدين كاكائي هذه المرحلة من حياته في حوار  صحفي (انتميت الى صفوف البيشمركة في اذار عام 1974 وكنت على الجبهة الإعلامية مسؤول الاذاعة والصحافة والمسائل الثقافية والاعلامية ، برغم انني كنت احمل السلاح كأي عنصر بيشمركة للدفاع عن الحالات الطارئة، وفي هذه الصورة او حالة الصورة وانا اقف خلف المدفعية التي كانت عيار (75) ملم اذ كنت في منطقة (لولان) في مدخل (خنيرة) ، التقطت من قبل الصحفي كريس كوجيرا وزوجته اوديت، وكانا دائمي الزيارة لكوردستان منذ العام 1974، كنت حينها في المكتب السياسي ومسؤول التنظيم ، وكان على المدفع البيشمركة الشهيد(دولمري) وسألني ان كنت احبذ التقاط صورة لي مع المدفع ، حينها اصر كوجيرا على التقاط الصورة وتم ذلك باخذي الموقع العسكري ومن ثم نشروها على نطاق واسع تنتشر من بعد ذلك على شكل البوم والتقطت الصورة عام 1985 وكتب كوجيرا تحت الصورة(من كان يفكر بأن وزير الثقافة الحالي في اقليم كوردستان كان حاملا للسلاح) وكتبها باللغات الكوردية والانكليزية والفرنسية . وبالنسبة الى العلاقة التأريخية بين الكلمة وقذيفة المدفع، فأقول عندما كنت عضوا في الحزب الديمقراطي الكوردستاني منذ العام 1965 وأصبحت مديرا للاعلام عام 1974 ومسؤولا سياسيا لاذاعة صوت كوردستان وعضو هيئة تحرير صحيفة (خبات) بصورة سرية ، في هذه الاثناء تحول نوع عملي في بغداد الى مسؤولية الاذاعة في (جومان) لان العمل الاذاعي يختلف عن عمل الصحافة المكتوبة لذلك اتصور ان الكلمة هي التي توجه البندقية لاننا كنا حينها ندعو الى الانتخابات وندعو الشعب الكوردي الى الوقوف ضد الوضع القائم، كما كنا ندعو كذلك الشعب العراقي وقتها الى الانتفاضة لان اذاعتنا كانت باللغات الكوردية والعربية والتركمانية والاشورية والانكليزية ، اي أن الكلمة هي التي توجه البندقية ، فهي تأتي قبل البندقية وقبل المدفعية ففي المقاومة تتبادل الكلمة والبندقية اماكنهما ، ولكن اثناء المقاومة وفي لحظة معينة تصبح البندقية هي العمل الأساس في الدفاع الحركة والمواقع ، وفي موقع اخر تصبح الكلمة هي العامل الحاسم للدفاع عن حقوقك ومطالبك ضد تجاوزات النظام وغيرها ، فالعلاقة بين الكلمة والمدفع علاقة جدلية وشيء طبيعي وكلاهما مهم جدا للدفاع عن النفس التصوف نزعة فطرية في الانسان لا علاقة لها بالدين والمذهب والجغرافية، وكل انسان يتسم بوجود نزعة معينة من التصوف تظهر احيانا بشكل صارخ واحيانا بشكل غير مرئي ويمكن للسياسي وغير السياسي ان يكون متصوفا بمعنى ما، فالمتصوف الكامل شيء اخر اي انه تفرغ للتعبد والزهد والتقشف وهذا لا ينسجم مع العمل السياسي بالطبع لان التصوف هو مسألة روحية يمكن لاي انسان في اي مكان ان يكون متصوفا ، اي ان التصوف يقود الى التحرك ففكرة التصوف فكرة عميقة جدا فهي تحرر داخل الانسان من القيود والافكار لذلك ترى أن المتطرفين يعادون التصوف لان التصوف مع الحرية وليس مع التعصب والتزمت، وهو ينسجم مع الانسان الذي يناضل من اجل الحرية ويقود الانسان الى العشق وهذا العشق الالهي هو الذي يوازي الحرية ويمنح الحرية ، رغم انه ليس من السهل ان يكون السياسي متصوفا في المظهر الخارجي ويستطيع ان يكون في الداخل متصوفا البارزاني الخالد كان متصوفا ، بطريقته الخاصة لم يكن يعلن او يدعي ذلك لأنه كان متصوفا كبيرا جدا ) من مقابلة مع فلك الدين كاكائي نشرتها وكالة كوردستان للانباء (آكانيوز) مع مندوبتها سروة هورامي في5 اذار2010.

صحفي معارض

بين اعوام 1974-1993 كان  فلك الدين كاكائي مسؤولا عن الطباعة السرية في الجبال ومن بين هذه المطبوعات السرية كانت جريدة (خة بات) وكان عضوا فاعلا ورابطا بين الحركات السياسية المعارضة للحكومة الدكتاتورية الصدامية التي تشكلت في ذلك الوقت ،وكان عمله هذا يتطلب انتقالا بين ايران ودمشق وصلاح الدين وتواصل عمله الصحفي السري الى جانب العمل السياسي حتى سقوط النظام عام 2003.خلال هذه الفترة ترأس تحرير العديد من الصحف وكذلك بعض المجلات وكان عضوا في رابطة الصحفيين والفنانين الديمقراطيين العراقيين التي كان مقرها في دمشق منذ عام 1982 و تضم المئات من الفنانين والشعراء المعارضين لنظام صدام كسعدي يوسف والجواهري ومفيد الجزائري وكان فلك الدين  ممثلا للرابطة في كوردستان.


كرسي الوزارة

بعد تحرير كوردستان من قبضة السلطة البعثية 1992 ، كان لابد ان تأتي ثمار عطاء تجربة فلك الدين كاكائي في الاعلام والنضال والعلاقات مع الاوساط الثقافية ،وقبل هذا وذاك تمتعه بموهبة الكتابة  وهي هاجسه الدائم  في حله وترحاله ،فاصبح فلك الدين كاكائي مرشح الحزب الديمقراطي الكوردستاني وزيرا للثقافة لمرتين مرة في حكومة اربيل واخرى في حكومة الاقليم الموحدة ، وفي كلتيّ التجربتين اثبت فلك الدين مهنيته وكفاءاته واهليته لثقة الحزب بتكليفه بمنصب وزير الثقافة ،الا انه يرى بان تجربة الوزارة لم تضف له شيئا مهما بل سرقت منه الوقت والجهد.


الوزارة الاولى

استوزر فلك الدين وزارته الاولى في عام 1996 وكانت هناك في منطقة كوردستان اجواء قتال داخلي و صدام مازال يتربص بالتجربة الكوردستانية المتمردة على نظامه، والعراقيون كانوا يعيشون مرحلة العقوبات الدولية المفروضة على النظام. ولكن ما حققه وسط هذه الظروف من انجازات وبصمات تركزت على بعث الامل في نفوس المثقفين الكورد وتجاوز الماضي وكوابيسه والتبشير بامل المستقبل واجازة العديد من الصحف والمجلات للمنظمات المدنية بتمويل مباشر وكامل من وزراة الثقافة الكوردستانية ولاول مرة اخذت واجهات مكتبات كوردستان تزهو بعناوين جديدة لصحف ومجلات معلنة عصرا جديدا من الحرية وتحقيق الاهداف في كوردستان ،وكانت تجربة مثيرة اشبه بالمغامرة بالنسبة له .


الوزارة الثانية

 بعد سقوط الدكتاتورية تحرر العراق باكمله واصبحت كوردستان جزءاً من الحكومة الفدرالية العراقية الاتحادية ،وفي  عام 2006 وبينما كان فلك الدين كاكائي في رحلة علاج خارج العراق  تم ترشيحه ثانية من قبل قيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني لمنصب وزير ثقافة الاقليم بعد مراجعة النتائج والنجاحات الباهرة التي حققها في تجربته الاولى ، ولكونه من المثقفين الكورد القلائل الذين تجتمع على محبتهم  كل فصائل المثقفين الكورد باختلاف انتماءاتهم الايدلوجية والحزبية ،حيث نجح فلك الدين في فلسفته بادارة الوزارة بعزل الصراع الحزبي عن الحراك الثقافي وتنمية القدرات الابداعية  للثقافة الكوردية في شتى مناطقها ومبدعيها ،حاول ان يرفض  هذا التكليف لسوء حالته الصحية ولكن  كان يرى من جانب اخر ومن اجل توحيد الادارتين كان لابد من عمل شيء ما، فكانت هناك حكومة في السليمانية واخرى في اربيل وكانت الظروف في غاية الصعوبة بعد توحيد الادارتين حيث ثمة تشابكات مالية وادارية بين الوزارتين ،ولذا عانى من صعوبات كثيرة خلال مدة استيزاره الثانية لاسيما بعد توحيد الوزارتين في وزارة واحدة ،ولكنه نجح في النهاية  بمهمته والسبب كما يرى كاكائي نفسه بانه اجماع والتفاف جميع الكورد المثقفين في اربيل والسليمانية حوله لمؤازرته فكانوا باجمعهم  يكنون له احتراما كبيرا وهذا ما ساعده للنجاح في مهمته بالتجربة الثانية، ومما يبعث الاعتزاز والشرف في نفسه انه اسهم خلال هذه المرحلة باصدار قوانين جديدة ومهمة للصحافة الكوردية ومنظمات ثقافية وتشريع قانون رواتب المثقفين الكورد بعد مصادقة برلمان كوردستان عليه ،لكنه لم يحقق كل ما تمناه من احلام للثقافة بسبب محدودية الميزانية وصعوبة الظروف السياسية .


مؤلفاته وكتبه الصوفية

الكتابة بالنسبة لكاكائي حياة رئيسة وليست ثانوية، على الرغم من أنه أصبح عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني ووزيراً الثقافة في حكومة إقليم كوردستان في العام  1996وعام 2007 إلا أن همَّ الكتابة لم يفارقه، فيقول"أنا أكتب باستمرار، لكني لا أكتب من أجل النشر. أكتب كثيراً ، ولكني أنشر قليلاً جداً مما أكتب، لا أحب التكلف في الكتابة، أحب نشر النص مثلما أكتبه، أحياناً بدون مراجعة مثلما كتبته في المسودة، حتى التنقيح يكون داخل ورقة المسودة. أنا أخاف من النشر، ولا أستسهله، فلست واثقاً هل ما أكتبه هو الصحيح. تجدني دائماً متردداً. هل هذه هي الحقيقة؟ أدرك أن الحقيقة غير ممكنة الإدراك وبعيدة عن الإنسان. يوقفني سؤال أساسي: ماذا خدمت في كتاباتي؟ هل هي مجرد تعبير عن أفكار؟ أشعر بمتعة خاصة أثناء لحظة الكتابة، وبعد ذلك يصبح النص عندي قطعة باردة". 

ولهذه الكتابة طقوس خاصة لدى كاكائي، فهو يكتب في أية لحظة وفي أي مكان، فليس المهم لديه ظروف الكتابة، بل ماذا يفكر فيه لحظتها، هكذا أصبحت الكتابة همَّاً، فبعد أن كتب روايته الأولى، حاول كتابة الشعر، وكتب شعراً كلاسيكياً، شعر بالقيود مع الوزن والقافية، فتركه إلى غير رجعة لتبدأ محاولاته في القصة القصيرة والنثر الفني. في هذه المرحلة كان الحلاج يمثل له منطلقاً جديداً في الكتابة، مقالاته الصحفية وبعض من قصصه اصطبغت بلغة الحلاج وصوفياته، ربما كانت الأقنعة التي لبسها وخلعها كاكائي تركت خطوطها على وجهه وكتاباته، إلا أن قناع الحلاج كان الأكثر وضوحاً، فأصدر أكثر من كتاب بلغة صوفية حلاجية: (موطن النور)، (احتفالاً بالوجود)، (حلاجيات)، (الضمير والحرية)، وهي في أغلبها مقالات نشرت في صحف عربية وكوردية، فيقول في هذا: "تناولت الحلاج كموضوع وتقمصت شخصيته لانتقاد الأنظمة أيامها، وكان أحيانا انتقاداً حاداً. أسلوب التصوف يساعدني كثيراً، فيه الشطحات التصوفية، وهذه تجعلني أنطلق وأقول ما أريد". ومن المتابعين لأسلوبه الحلاجي وكتاباته الصوفية، مصطفى كامل الشيبي، الذي أهدى نصف حياته للحلاج، بحثاً وقراءة، فقد عدَّه الشيبي الكاتب العراقي الوحيد الذي أدخل منهج الحلاج التصوفي في الصحافة، وانه الوحيد الذي استطاع مزج الأفكار الشيوعية بالقومية بالتصوف، لينتج من ذلك شيئاً جديداً.

 الشباب الكوردي

كمثقف كوردي  ينتمي لجيل كان تعليم العربية بالنسبة اليه فرضا اجباريا في وقتهم ، لكنه يعتقد بان العربية كلغة وثقافة فتحت له ابوابا عريضة لدخول عوالم التصوف وزادهم الفلسفي بما جعله ممتن لهذه اللغة  وهي لغة القران والاسلام ايضا ،ولذا فانه كوزير للثقافة  كان يشعر بالاسى لعدم معرفة الشباب الكوردي بقواعد اللغة العربية وعزوفهم عنها لصالح لغات اجنبية  وكان يؤلمه عدم التواصل مع الثقافة العربية وتصنيفاتها التاليفية  ومطبوعاتها في كوردستان الا من خلال الترجمات للغة الكوردية ،ويعتبر كاكائي ذلك هو رد فعل متوقع من الشباب الكورد ازاء ظاهرة التعريب القسري  التي فقام بها النظام  العنصري السابق والذي كان يحتكر كل شيء باسم الثقافة العربية ويحاول ان يعبر عن  ثقافته العنصرية الشوفينية عبر ادوات الثقافة العربية وعناوينها ،وفي الحقيقة فان الثقافة العربية برموزها وتاريخها براء مما ارتكبه البعث من انتهاكات وحشية وفضائع بربرية بحق الشعوب العراقية من كورد وعرب وتركمان واشوريين وايزديين ، ،فكان متوقعا ان يكون رد فعل الشباب الكوردي على سنوات الدكتاتورية والتسلط ان يتشبثوا بلغتهم القومية كهوية ضد هوية اخرى لها طابع السلطة والمصادرة والقمع ،نحن كشعب كنا محرومين من  اللغة القومية الآف السنين ولهذا عمدنا الى تعليم الكوردية منذ مراحل الابتدائية الاولى ليتعلقوا باللغة الام ،ولكن مع ذلك هناك توجه للاهتمام بالمدارس الخاصة باللغة العربية لشعورهم بضرورة تعلمها .

ردة الفعل ضد اللغة العربية ظهرت بين اوساط الشباب بعد انتفاضة 1991 لكن يوجد لدينا طلبة كورد يفضلون التعليم في جامعات عربية في القاهرة ودمشق وبغداد. الكورد الان يتصلون باللغات العالمية بسهولة ولذا اصبح هناك اهتمام باللغات التركية والفارسية على حساب تعلم اللغة العربية.

الكاكائية


شهادة مثقفين ومفكرين بحقه

الباحث والمؤرخ رشيد خيون :

لفت  توقيع فلك الدين كاكه يي لمقالاته باسم الحلاج نظر الباحث القدير الراحل كامل مصطفى الشيبي، ابن مدينة الكاظمية وصاحب السِفر الثري "الصلة بين التصوف والتشيع"، حتى أخد الشيبي يبحث عنه، لعلَّه يجد حلاجاً حفيداً. ومن جانبي غرفت من علم فلك الدين كاكه يي، الكثير في شأن المذاهب والأديان، في لقاء حميم جمعني معه بأربيل، على هامش احتفاليات المدى الثقافية (أيار 2007)، ومن قبل على هامش مئوية الجواهري، التي أُقيمت بأربيل والسليمانية (تشرين الأول 2000)، وقد وثقتُ ذلك في كتابي المجتمع العراقي .. تراث.


الكاتب والاعلامي عدنان حسين

. جمعنا المنفى الشامي الذي حلّ فيه هو نازح مثل الآلاف من البيشمركة والأنصار الكورد والعرب والكلدان والآشوريين الذين أرغمتهم حملات الانفال وهجمات الغازات السامة على ترك كوردستان الى المنفى. انخرط في الحال في نشاطنا الثقافي التعبوي في اطار رابطة المثقفين الديمقراطيين العراقيين.

وجدتُ فلك الدين مثقفاً كبيراً ومفكراً، وكانت له مكنة واضحة من اللغة العربية وأدبها، فضلاً عن مكنته من لغته الكوردية وأدبها، ومن الفارسية أيضاً .. كان يكتب بلغة سلسة، طرية، ولم تنقصها الفخامة. ومن ابرز علاماته في الميدان الثقافي اهتمامه بأدب الصوفيين، بل هو نفسه كان يبدو حتى في حياته العامة صوفياً حقيقياً.

لم يطل المقام بفلك الدين في المنفى، فقد عاد الى كوردستانه بعد انتفاضة 1991 واقامة الادارة الذاتية في اقليم كوردستان، وواصل نضاله في صفوف الحزب الديمقراطي الكوردستاني الذي كان عضواً في مكتبه السياسي، وتولى مهمات حكومية وحزبية عدة، وزيرا للثقافة ووزير دولة ومستشاراً للرئيس مسعود بارزاني.خلال تلك المدة كنت التقيه كلما زرت الاقليم.. لم يكن يتأخر عن المجيء الى الفنادق التي أقيم فيها، وكنت أجده كما عهدته دائماً متحلياً بالادب الجم، متواضعاً، ميالاً الى البساطة، محتفظاً بروحه المرحة، وكانت نزاهته وجديته مما يتكرر ذكره في المجالس على الدوام.

كان فلك الدين من أبرز المثقفين والسياسيين الكورد الداعين الى توطيد أواصر الصداقة والأخوة مع العرب وسواهم من الشعوب المجاورة، بل انه كان من العاملين بحماسة في هذا الميدان .. لم ألحظ منه أية عصبية وتطرف لقوميته .. كان عن حق انساني النزعة...

محطات في سيرة حياة فلك الدين كاكائي

* ولد 1943 في كركوك.

* اكمل تعليمه الثانوي في الاعدادية العلمية بكركوك التحق بجامعة بغداد في كلية الصحافة ولم ينه دراسته بسبب الملاحقة الامنية درس الصحافة بالمراسلة في معهد مصري اهلي.

* عام 1973 عمل سكرتير تحرير جريدة التآخي 1979-1993 عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي والمسؤول الاول عن الاعلام المركزي. 1992 برلماني في برلمان كوردستان. 1996 وزير ثقافة اقليم كوردستان لاول مرة. 2006 وزير ثقافة للمرة الثانية.

* يكتب باللغات التركية والفارسية والعربية فضلا عن الكوردية

من كتبه :

الحلاجيات/ موطن النور/احتفالات بالوجود/ لمن تتفتح الازهار/ بطاقة يانصيب  (رواية)/ البيت الزجاجي (تاريخ - سياسة)/ نور زرادشت (كوردي - مطبوع باللاتينية)/ الوجدان والحرية (كوردي - مترجم للفارسية).

Saman Kakayi - Germany

 

ليست هناك تعليقات: